أقام منتدى البيت العربي الثقافي حفلا شعريا في المركز الثقافي الملكي، برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار التي أنابت عنها رئيس الهيئات الثقافية في وزارة الثقافة د. غسان طنش، شارك فيه منسق الحفل الشاعر عليان العدوان وشعراء النبط محمد الحجايا وفرح مهيدات، بالإضافة الى شعراء الفصحى إسلام علقم وبديع رباح.
واشتمل الحفل في بدايته وبعد السلام الملكي والتقديم على فيلم قصير تضمن كلمة الملك الحسين طيب الله ثراه إلى الجند والتي دعاهم فيها إلى مواجهة العدو بكل قوة وثبات.
وألقى رئيس منتدى البيت العربي الثقافي م. صالح الجعافرة كلمة حيا فيها أبطال الكرامة، مثمنا الأمن والأمان على ثرى الأردن تحت ظل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
وقال إننا نحتفل اليوم ونحيي ذكرى مجيدة، وعزيزة على قلوبنا وهي ذكرى الكرامة الخالدة، التي أعادت لنا البسمة بعد الدمعة، والأمل بعد الخيبة، إذ سطر أبطالنا الأشاوس أروع البطولات وحطموا أسطورة العدو، وردوه على أعقابه يجر أذيال الهزيمة والخيبة.
كما القى د. غسان طنش كلمة الوزارة والتي أثنى فيها على الهيئات الثقافية التي تقوم بدورها الثقافي بثبات وحسن عطاء، ونقل تحيات وزيرة الثقافة للقائمين على هذا الاحتفال وجميع الحضور، مشيرا إلى أن الوزارة لن تتوانى عن دعم الهيئات الثقافية التي تتوج انجازاتها بالعطاء.
وشكر الشاعر عليان العدوان كل من ساهم في تنظيم الاحتفال، مثمنا تعاون منتدى البيت العربي وتنظيمه هذا الاحتفال الكبير.
كما ألقى مندوبا عن المكرمين ممن شاركوا في معركة الكرامة اللواء المتقاعد الطبيب على حجازي كلمة ذكر فيها بعض المواقف من المعركة التي كان هو شاهدا على بعض أحداثها.
وبحضور عدد من رجال الأمن العام ومدير المركز الثقافي الملكي د. سالم الدهام ومدير عام دائرة المكتبة الوطنية د. نضال العياصرة رفع مقدم الحفل الإعلامي محمود الداوود أسمى آيات التهنئة والتبريك بهذه المناسبة العظيمة إلى جلالة الملك وسمو ولي العهد والأسرة الهاشمية وأفراد الجيش وكل مواطن أردني ومن يقيمون على أرض المملكة.
وقال أن معركة الكرامة ردت إلى الشرق الصبا، ولوحت بنصر مبين ألقى بكل الانكسارات خلف ظهورنا لنرقى إلى مجد لم يكن للوطن فحسب بل للأمة العربية جمعاء، وقد تحقق الثأر لنكسة طأطأت الرؤوس وإذا بنصر يسمو فوق الهامات.
وألقى الشاعر عليان العدوان قصيدة نبطية بعنوان للمجد هامة ومما جاء فيها:
الجيش زمجر واثباً ياخذ الثار.. ويا اردنية زغرتي للنشامه/ بالحادي وعشرين من شهر آذار.. شمس أشرقت من عقب فجر الكرامه/ ديّان جاهل دايس الجمر والنار.. متجاهلاً قدسية ارض الشهامه/ ديان لابس وافي الثوب بالعار.. مشقوق جيبه ملولحاتٍٰ كمامه/ قليل خبره مبتدي عدّه اغرار.. بأهل الجباه السمر عنده غشامه/ ذقتوا المذله حنضل ومر جنزار.. والجيش زاده كود علقم طعامه/ نكبة حزيرانن لها واجب الثار.. من قبل حال الحول ميعاد عامه/.
ثم ألقى د. محمد الحجايا قصيدة نبطية أيضا نيابة عن الشاعر القدير محمد فناطل الحجايا بعنوان "نحيي الذكرى" جاء فيها:
يا سلام الله على جيش قهر.. آلة الطغيان في ماض السنين/ نحيي الذكرى ونشعر بالفخر.. والكرامة يومها نصر مبين/ قادها الليث بالمعالي له مقر.. يا سلام الله على روح الحسين.
مضيفا: والنشاما فعلهم فيها ظهر.. وانكسر خشم الغزاة المعتدين/ للكرامة قدموا أغلى مهر.. مهرها دم الكرام الطاهرين.
ثم ألقت الشاعرة فرح مهيدات ثلاث قصائد نبطية أخرى وفي إحداها قالت:
اليوم بغني بعذبات اللحان.. ابيات شعر باللحون المثيره/ على كريمٍ طيبه ابكل الازمان.. ماجاه مثله في كرم او مسيره/ القائد اللي فاز في كل ميدان.. ما كنه الا خالد ابن المغيره/ عاش الملك عبدالله اللي له الشان.. ابن الحسين اللي ملا الدار خيره.
وأضافت: لي الفخر امدحْك في كل الازمان.. وفي كلْ وقت وبين ديره وديره/ يا عزنا يا فخرنا يا كحيلان.. فيك انتذرا بالامور الخطيره/ انت الامل انت الابو انت الاوطان.. انت العيون الصاحيه والسهيره/ لله درك يا ملك عالي الشان.. تصبح بعينك كل كبيره صغيره.
ثم ألقى شعراء الفصيح قصائدهم، وقد ابتدأ الشاعر إسلام علقم بقصيدة "وهج الكرامة" جاء فيها:
وطنٌ من الأحرارِ جُنَّ جنونَه.. أن يستبيحَ الغدرُ قلبَ المَوجِعِ/ وطنٌ ورغمَ النّزفِ سلَّ سيوفَه.. واستقرأ الأعداء بعد تَوَسُّعِ.. نارٌ دخانٌ والجسورُ مخالبٌ.. ومُصَّفَّحاتُ المستحيلِ بأدرُعِ/ والطائرات يُقمنَ موتاً في السما.. يَقصِفنَ أيَّ مقاتلٍ ومزارعِ/ قالوا سنشرب كأس شايٍ في المسا.. وعلى جبال السلط يا صُحُفُ اطبعي/ قالوا ، أغاروا ، ثم خابوا حينما.. وجدوا الجحيمَ بكل شبرٍ جامعِ/ أبَت الهضابُ بأنْ تُزلزلَ جُندها.. أبَت المَدافِعُ أن يخيبَ المَدفعي/ وتوهّجت حِحَمُ البطولة والفدا.. وهجَ الشهادةِ في سِجلِ الأشجعِ/ هيّا رفاقي عجّلوا بي للسّما.. فالنّصر أولى من مَخافةِ مصرعي/ إنّي التحمتُ مع العدوِّ بقلبِهِ.. يا آمرَ النيرانِ فاقصِفْ موقعي.
واختتم الشاعر بديع رباح الأمسية بقصيدتين قال في إحداها:
حملوا على كف الوفاء دماءهــم.. كي يلبسوها حبهم إكليـلا/ نعم الرجال على الجراح تمـردوا.. فهم الأشاوس ما رأيت مثيـلا/ فهي الكرامة لن تذل لمعتـدٍ.. وغدت على صدق الرجال دليلا.
وأضاف: جيش الكرامة كان أهلا للفـدا.. فغدا الفؤاد بحبهم مأهــولا/ ذكروا الإله وعاهدوه على الوفا.. رفضوا الصغار وحققوا المأمولا/ يا جيشنا المغوار، كم أسعدتنا.. فلك المحبةُ بكرة وأصيلا/ ظنوا الكرامةَ نزهة فإذا بهـم.. قد غادروها مثخنا وقتيـلا.
واختتم يقول: يا جيشنا العربي دمت فخارنا.. أشفيتَ بالنصر المبين غليـلا/ يومُ الكرامة سوف يبقى خالدا.. قُهِرَ العدوُ وعادَ فيه ذليـلا/ يا جيشنا العربي أنت رهانُنا.. ظُلم الأعادي لن يدوم طويـــــــــلا.
وفي ختام الحفل قام مندوب وزيرة الثقافة د. غسان طنش ورئيس المنتدى صالح الجعافرة وأمينة السر ميرنا حتقوة وبحضور نائب رئيس المنتدى م. قمر النابلسي، بتكريم عدد ممن شاركوا في معركة الكرامة وهم: اللواء المتقاعد الطبيب على حجازي، والمرحوم اللواء المتقاعد حاكم طافور الخريشا بحضور ابنه سامر، والمرحوم الرقيب عيد عوض الرفوع بحضور ابنه د. عاطف، وتم تكريم الشعراء وتقديم درع تذكاري لوزارة الثقافة ودرعا للأمن العام.